الغبار القمرى
قبل الحديث عن الغبار القمرى وخطورته نتحدث سريعا عن السطح القمرى و كيفيه تكونه :
من المعروف ان احتمال سقوط كويكب او شهاب أو نيزك على سطح كوكبنا الأرض ، يفوق بمراحل احتمال سقوطه على سطح القمر بسبب قوة جاذبية الأرض وحجمها، وضعف الجاذبيه القمريه الذى يصل الى السدس من شده الجاذبيه الارضيه.
بالرغم من هذا فانت تلاحظ بالنظر العادى آلاف الفوهات والحفر على سطح القمر واضحه للعين ، على شكل مناطق معتمه قليلا ، مميزه على وجه القمر المواجه لنا دوما ، في حين لا توجد سوى حوالي 180 حفرة نيزكيه مسجله على سطح الأرض.
فما هو السبب في ذلك فى الحقيقة ؟
تعرض كل من كوكبنا الأرض و تابعه القمر ، لسقوط مكثف للنيازك والشهب و لاصطدامات عديدة من الكويكبات العابره للمدار الارضى منذ تشكلهما قبل 4.5 مليار سنة ، وبالذات فى الفتره الاولى من التشكل ( مرحله تنامى الكتله ).
إلا أن الأرض بطبيعتها تخضع للعديد من التغيرات التي تمحو تقريبا كل آثار الاصطدامات واماكن السقوط على سطحها
سطح القمر
في حين أن القمر يفتقر ال وجود مثل هذه التغيرات على سطحه الترابى الناعم، ولهذا السبب تبقى الآثار على سطحه واضحه بمرور الزمن لكل صدمة او ارتطام تعرض لها ، حتى ولو كانت تعتبر صدمة خفيفه او بسيطه .
تركيب تربه القمر
تربة القمر التى تغطي سطحه و المكونة من قطع الصخور وألاحجار المسحوقه والمحطمة ، نتيجة الملايين من ارتطامات النيازك وسقوطها .
بسبب كثره سقوط النيازك والحراره الناتجه من الاصطدامات ، المستمره ، انصهرت تربه القمر فى كثير من المواقع ، ثم تحطمت مره اخرى مع اصطدام تالى ، وتكرر الامر ملايين المرات على مدى عمر القمر ، مما اوصل التراب القمرى او ما يطلق عليه ( الثرى القمرى) الى تركيبه ناعمه و جزيئات حاده ومعدنيه لا تدعم وجود حياه، بل وتمثل الان احدى العقبات الرئيسيه لاقامه قواعد على سطح القمر، كما تعتزم وكاله الفضاء الاوروبيه، وتم طرح تلك المشكله للبحث عن حلول للحمايه من الغبار القمرى على الطلبه لتقديم ابحاث تقدم حلول مبتكره.
وقد اوضحت الدراسه ان جزيئات الغبار القمرى هى السبب خلف الاصابه بسرطان الجهاز التنفسى، لوجود مركبات الهيدروكسيل والسيلكات بين مكوناته.
باستخدام عينات القمر التى وصلت الى الارض ، من اولى رحلات برنامج ابولو ، تم استخراج الكثير من المعلومات عن تركيب سطح القمر وتركيب تربه القمر ، مما ساهم فى تفسير الاصابات اللاحقة التى تعرض لها رواد القمر.
مكونات الغبار القمرى
لاحظ رواد الفضاء اثناء رحلات برنامج أبولو أن الغبار القمري له قدره عاليه على الالتصاق بالأجسام اكبر بكثير من الغبار الناعم المعتاد على الأرض ، وعندما هبطوا على القمر وبعد وقت قصير كان يغمرهم هذا الغبار القمرى الناعم .
خطوره الغبار القمري
وكتب الرائد (باز ألدرين ) في تقريره المفصل عقب عودته من رحلة أبولو 11 في العام 1969وعن الغبار القمرى قائلا :
«كلما أمضيت وقتًا أطول على القمر، تزداد كميات الغبار التي تغطيك.»
لماذا توجد حفر على سطح القمر؟
حتى أن آثار وخطوات رواد الفضاء الذين هبطو و ساروا على سطح القمر الترابى لا زالت باقيه وظاهرة هناك إلى اليوم.
أثار النيازك على سطح الأرض
ثلاث ظواهر توجد على سطح الأرض تمكنها من اخفاء آثار الاصطدامات النيزكيه التي تتعرض لها وهي:
١_ التعرية الطبيعيه هذه الظاهرة التي تتم بفضل التغيرات فى الطقس والماء والرياح والنباتات ، وهي عناصر غير موجوده بالقمر لأنه لا يحتوي على غلاف جوي او مياه بالطبع .وهذا ما يفسر غياب هذه الظواهر الطبيعيه على سطحه.
٢ ـ حركات الصفائح التكتونية: وهي حركات مستمره للغلاف الصخري الأرضي الداخلى .
و تؤدي إلى تشكل طبقات صخور جديدة والتخلص من الصخور القديمة ويتغير السطح باستمرار .
من كل ما سبق نصل الى انه يمكن لكوكب الأرض من إعادة تدوير سطحه لمرات عديدة .
في حين لم يشهد القمر اي حركات تكتونية للقشره لمدة طويلة تقدر بملايين السنين وهي مدة طويله وكافية لتشكل الحفر واثار الاصطدام على سطحه وبقائها ظاهره للراصد .
٣_ البراكين والنشاط الزلزالى على القمر
التدفقات البركانية من الحمم والصخور من شأنها أن تغطي آثار الحفر التي تسببها الاصطدامات
لكن أهميتها تقل على سطح القمر بجانب أهمية إعادة تدوير القشرة كما هو الحال في كوكب الأرض
مراحل تكون القمر
خلاصة: يتعرض القمر لاصطدامات أقل مما تتعرض لها الأرض، إلا أنه يعجز عن إزالة آثارها بعد إحداثها عليه، لذلك تظهر أعداد كبيرة من الحفر والفجوات على سطحه، في حين لا نلاحظ إلا بعضا منها على سطح الارض
الفوهات القمريه
فيما يلى صور اهم الفوهات القمريه الناتجه عن سقوط النيازك
نشأه القمر
نظريات وفرضيات نشأه القمر كثيره ، ولكن اهمها هي :
١_ نظرية تنامى الكتله التدريجى ،،حيث تفسر تشكل كلٌ من الأرض والقمر فى نفس الزمن بداخل سحابه السّديم الشمسي الاولى ، وكان القمر في مدارٍ قريب من كوكب الأرض حديث التكوين .
٢_ نظرية الإلتقاط الجاذبى وترى ان القمر تكون فى مدار بعيد عن الارض ضمن مكونات المجموعة الشمسية ، المتعدده من كواكب وكويكبات ، واقترب من جاذبية الأرض وأسرته الارض ليدور فى مدارٍ حولها، تحت تاثير مجالها الجذبي .
٣ _ نظرية الإصطدام الكبير: بكويكب عابر و ترى هذه النظرية بأن كويكباً كبير الكتله ، اصطدم بكوكب الأرض ، وقد كان هذا الإرتطام ضخما لدرجة ان تطايرت صخور و كتل من قشره الارض ، وما تبقى من الكويكب الى الفضاء المحيط بالارض لتدور حوله ، وذلك على شكل شظايا صخريه وغبار لتتكاثف بعد ذلك تدريجيا ، وتتجمع فى جسم صخرى هو القمر .